معتدة بمن يا غابة اسمنت في كفرنجه
الى من تتزين يا غابة الخواء
يا طريحة مريضة بامراض لا حصر لها
يا ملاى فقرا وجوعا وفاقة
يا غابة الاسمنت كيف تحولت
كيف لا اعرف الا ان اسالك
كيف تحولت من حجارة صماء وطين بارد
الى غابة من الاسمنت والحديد
لا يفصل بيوتك عن بعضها الا قار وزفت
يا غابة طالما عشقناك وانت عذراء
يا غابة الحب والحنين كم بكيناك وانت تتالمين
ونحن نرى قطر ينابيعك قد اصابها الوهن
وبعد ان كانت صافية رقراقة
بدات تدب فيها الجراثيم والاوساخ
اصبحت تحمل قذاراتنا التي لوثت قطراتها
بعدما كنا نعب واجدادنا منها ونتمتع بشرابها الطيب الهنئ
ابكيتنا عندما رايناك تتعذبين
صريعة متهالكة
جبالك الخضراء لم تعد كذلك
وادك الرقراق لم يعد كذلك
زيتونك لم يعد
تينك عنبك
كل شئ فيك خار وانهار مع طلوع الشموس كل يوم
وعبثت فيك ايدي الاهين
عبثت فيك ايدي الكبار قبل الصبيه
كل يوم يدمى قلبك الطاهر بالاف الطعنات
كل لحظة وكل دقيقة نسمع بكائك ونحن لاهون عنك وعن المك
لا نعتذر لك ولا لاجدادنا الذين يرقدون في ثراك
ننظر الى قبورهم ولا نتاوه
ولا تصدمنا الفاجعه ولا يصدمنا ويفجر طاقات انقاذك
فينا اي شي وكاننا نحن الشامتين فيك
لا نخجل من ضعف عطائنا لك
ولا نغضب ولا نرتعب من اعمالنا التي تدمرك يوما عن يوم
يسؤ حالك ولا ترمش لنا عيون نراك مكبلة بالاسمنت والحديد ولا ترجف لنا جفون
لقد ارضعتنا من لبنك صغارا واكلنا من خيرك ولبنك ثمارا وثمارا
وكنا نتفياء شجر الزيتون ونتمشى في جنبات واديك
وننظم نثرا واشعارا
وفجاءة انقلبنا عليك نعيث فيك فسادا ودمارا
ونقسو عليك
ثم نقسو
ونقسو
ولا نصفح عنك
هجرك كل شئ كان فيك حتى العصافير تركتك ولم تعد تبن فيك اعشاشا واوكارا
هجرتك حتى الحيوانات الوضيعه
ولم يبق فيك الا بعضها الوضيع المقهور مثلك
وانت ترتجفين من الجوع والبرد والحرمان والمرض تتاوهين تتثائبين
تسحقين بكل ادوات السحق التي اخترعناها
حتى آهاتك المسكينة مسحوقه باخر انفاسها
لله اشكو حزنك وقلبك المظطرب وشعرك المنثور
اشكو الى الله حالتك المزرية
عل الله سامعني
عل الله ينجدك ايتها المسكينه الباكيه الحزينه
فتموتين واهلك وبقاياهم ميتة شريفه