السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يا له من منظر حزين كئيب، عندما يدخل الطالب آخر السنة على أبويه، و أمه متلهفة لمعرفة حصيلة عام كامل من التحصيل، و إذا بالولد متجهم وجهه ينظر إلى أمه و يقول لها: " لقد رسبت"؛ فتجهش المسكينة بالبكاء، و يتلبد وجه الأب حزنا كأنه قطعة من الليل...هل هانت عليك الدمعتان أيها الطالب؟؟ هل هانت عليك دموعها التي تجري كالنهر على خديها حزنا على عام ضاع منك؟ حبيبي الطالب،
لو تدري مأساة ذلك القلب الحزين، عندما يرى فلذة كبده يضيع مستقبله...هل هان عليك حزنها، على هانت عليك حرقة كبدها، هل هان عليك سهر ليلها و هي تفكر و تقول:
" ما الذي ينقصه، أتراني فرطت في شيء؟؟؟ " هل هانت عليك أمك؟؟؟؟؟؟
حبيبي الطالب، لو تعرف كم سهرت عيناها عندما كنت لا تملك لنفسك شيئا، عندما كنت ضعيفا سقيما
حبيبي الطالب لو تدري ما كابدته تلك الأم تلك الجوهرة، و هي تربيك وكم يوما جلست تهدهد مهدك و ذهنها يشرد بعيدا بعيدا: إلى ما بعد عشرين عاما أو يزيد فتراك طبيبا أو مهندسا أو أستاذا أو أو... تراك إنسانا يحترمه المجتمع.. تراك طيف أمل يلوح من بعيد لكل مسكين أو محتاج...
ترى نفسها بين النساء و هي تقول: إبني ما شاء الله عليه، مؤدب ما رأيت ابن مثله بار يحبه القريب و البعيد، التلميذ و المعلم... يحبه الجميع هو قرة عيني و قرة عين أبيه...و إذا بك بعد أن كبرت و ميزت
تحرق كبدها و تجعل أحلامها تتهاوى إلى الأرض تتكسر على صخرة اسمها اليأس.. تجعلها تتألم... هذا هو جزاؤها؟؟؟ هكذا تكافؤها يا ابن الكرام؟ هكذا تعبر عن امتنانك لها؟ أهكذا تكون قد بررت بها؟؟؟
إني أهمس في أذنك أيها الطالب: حاول اجتهد علك تنال رضاها أو دعوة من دعواتها تبارك لك المسير و تحف طريقك بالورود و الزهور...
لماذا لا تكون كذلك الطالب الذي إذا دخل على أمه آخر السنة دخل بشوش الوجه مشرقا محياه، لا تسعه الفرحة ما يطيق صبرا حتى يري أبويه حصيلة عام طال انتظارها حصيلة تسر القلب و تبهج النفس؟؟؟ حبيبي الطالب، أبواك هما جنتك و هما نارك، فلا تحرق الكبد و لا تغرس في النفس الهم و الغم، كن مصدر فخر، كن مصدر سرور
ها هي أبواب الامتحانات قد فتحت، فيا باغي الخير أقبل، هذا عام ينتظرك فلا تضيعه !! إن سنواتك معدودة و إن من يتعب بادئ الأمر يرتح آخره، و من جد أول السير استراح آخر الطريق ووصل، و من تكاسل و تماطل فلا يلومن إلا نفسه و آخره حسرة و ندامة، فلا تجعل سنوات الدراسة لهوا و لعبا فإنك عن عمرك مسؤول مسؤول...
و إن أنبه كل طالب و أقول: إن الأمة تحتاج إلى جهودك، تحتاج إلى عالم الذرة تحتاج إلى مهندس إلى طبيب إلى استاذ إلى أمناء إلى إلى... فالتخلف الذي تعانيه الآن عار عليها فنحن أمة " إقرأ" فما بال أغلبنا لا يقرأ؟؟
إن في اجتهادك أجرا عظيما ، فلماذا تضيعه؟؟ليس عيبا أن تفشل، أبدا لكن العيب أن تجلس أمام فشلك و تقو ل ياليت و ياليت لو أني لو أني...
إن الكل معرض لأن يفشل لكن اللبيب من اتعظ و قام و كله همة و نشاط و نيته ألا يفشل مرة ثانية... و على المرء أن يجد لا أن يجلس شاردا أمام أحلام اليقظة، فلا هو ممن تعب و لا هو ممن سهر، و ينتظر تفوقا آخر السنة ينتظر من النتائج أنظرها و أجملها ! أنى له ذلك؟؟
من جد وجد و من زرع حصداقول قولي هذا و الله أعلم بالصواب، و أستغفر الله لي و لكم و لسائر المسلمين و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين و السلامـ عليكمـ و رحمة الله و بركاته
__________________
الإنسان بلا هدف، هو إسنان بلا مسؤولية، فاجعل هدفك إرضاء مولاك و الفوز برفقة حبيبك و الخلود في جنة النعيم في كل شبر بأرض المسلمين دم *** وكم ندمنا ولا جدوى من الندم