قال لي شينجيون نائب حاكم إقليم سيشوان الصيني إن عدد قتلى الزلزال الذي ضرب الإقليم الأسبوع الماضي وصل إلى 39.577 شخصا. وكانت الحكومة الصينية قد قالت في وقت سابق إن عدد القتلى ارتفع إلى 34.073. ولا يتضمن العدد الذي أعلنه المسؤول الصيني بضعة مئات لقوا حتفهم في الأقاليم المجاورة. وفي غضون ذلك، هرب عشرات الآلاف من الصينيين المذعورين من منازلهم في اقليم سيشوان المنكوب اثر سماعهم تحذيرا حكوميا من امكانية وقوع هزة ارضية قوية جديدة. وقد قضى العديد من سكان المدينة ليلتهم في العراء، كما اخلت المستشفيات اسرتها من المرضى بعد اذاعة التحذير الحكومي عبر محطات التلفزيون. وكان اقليم سيشوان قد تعرض الى زلزال قوي بلغت قوته 7,9 درجات في الثاني عشر من الشهر الجاري ادى الى وفاة و فقدان اكثر من 71 الف شخص. وكانت الحكومة الصينية قد اعلنت حدادا لثلاثة ايام بمناسبة مرور أسبوع على ذلك الزلزال المدمر. هزات ثانوية وكان بيان اصدره مكتب الزلازل الوطني الصيني وبثته شبكات التلفزيون يوم الاثنين قد اثار ذعرا واسعا، حيث هرب سكان مدن الاقليم من مساكنهم وهم لا يحملون معهم سوى الوسائد والبطانيات. وازدحمت الطرق المؤدية الى مدينة تشينجدو مركز الاقليم بسيارات السكان الذين كانوا يحاولون الخروج منها والالتجاء الى الحقول والاراضي المفتوحة. ولم تكن هذه اول حالة هلع تصيب سكان اقليم سيشوان المنكوب. ففي يوم السبت الماضي، هرب كل سكان مدينة بيشوان القريبة من مركز الزلزال الاصلي ولاذوا بالاراضي المرتفعة بعد سريان اشاعة قالت إن المدينة ستتعرض الى فيضان مدمر. وقد تعرض الاقليم المنكوب الى العديد من الهزات الارضية الثانوية منذ زلزال الاسبوع الماضي، تجاوزت شدة 23 منها 5 درجات وبلغت شدة اقواها 6,1 درجة على مقياس ريختر. وتقول وسائل الاعلام الصينية إن الانهيارات الطينية قد اودت بحياة 200 من عمال الاغاثة في الايام الثلاثة الماضية. وتم فجر الثلاثاء إنقاذ شاب عمره 31 عاما من تحت أنقاض محطة كهرباء قرب مركز الزلزال بعد أن ظل محتجزا لأكثر من 179 ساعة وذلك وفقا لما ذكرته وكالة شينخوا للأنباء. وتعد قصص النجاح في العثور على ناجين نادرة ويقول الخبراء إن احتمالات العثور على احياء تتقلص بمرور الوقت، وانهم بدأوا باستخراج الجثث بدل الناجين. وتعمد السلطات الى دفن جثث القتلى في قبور جماعية في محاولة لمنع انتشار الاوبئة، وتنصح سكان المنطقة المنكوبة بارتداء الاقنعة الواقية.
مازالت المنطقة المنكوبة تعاني من توابع الزلزال والأمطار الغزيرة
حاجة للخيام وكان الصينيون قد توقفوا عن اعمالهم لثلاث دقائق في الساعة الثانية و28 دقيقة بعد ظهر الاثنين (السادسة و28 دقيقة صباحا بتوقيت جرينتش) حدادا على ضحايا الزلازل. وقد اطلقت ابواق السيارات وصفارات الانذار. كما الغيت كل مظاهر الاحتفال العامة، وارتدى مقدمو البرامج التلفزيونية الملابس السوداء. وعلقت مسيرة الشعلة الاولمبية لمدة ثلاث ايام، ونكست الاعلام. يذكر ان الزلزال الذي ضرب اقليم سيشوان - والذي وقع مركزه في الجبال الواقعة شمال غربي مدينة تشينجدو - خلف اضافة الى القتلى اكثر من 220 الف جريح ومصاب. ويقول نك ماكي، وهو من اوائل الصحفيين الاجانب الذين تمكنوا من الوصول الى منطقة ينتشانجو القريبة من مركز الزلزال إن المنطقة المحببة للسائحين قد شهدت دمارا كبيرا بسبب الزلزال اولا ثم نتيجة الانهيارات الارضية الضخمة التي ازالت قرى بكاملها ودفنت الفنادق ودور الاستراحة التي يسكنها السائحين. ويقول ماكي إن عدد القرويين والسائحين المفقودين ما زال مجهولا. وبالرغم من ان فرق الانقاذ ما زالت تعثر بين الفينة والاخرى على ناجين تحت الانقاض، فإن الجهود تحولت الآن الى توفير الغذاء والمياه والمأوى للملايين الذين تأثروا من جراء الزلزال. واصدرت وزارة الخارجية الصينية نداء يوم الاثنين للمجتمع الدولي طالبته فيه بتوفير الخيام للملايين الـ 4,5 من سكان الاقليم الذين فقدوا مساكنهم. كما ادت الامطار الغزيرة التي سقطت على المنطقة المنكوبة الى مضاعفة معاناة الناجين من الزلزال. ومن المتوقع ان تزداد هذه الامطار شدة في الايام المقبلة، مما يزيد من مخاطر وقوع الانهيارات الارضية. ومن ناحية أخرى، أصدرت الصين طوابع بريدية خاصة لجمع أموال لمساعدة المتضررين من الزلزال. ويظهر في الطوابع ثلاثة قلوب متداخلة فوق خلفية حمراء، وسيعرض للبيع 30 مليونا من هذه الطوابع الشهر القادم ومن المتوقع أن تجني أكثر من أربعة ملايين دولار تخصص لإيواء من شردهم الزلزال.