فوضى الحياة
سأظل أنتظرك حتى تملّ الفراشات ألوان أزهارها، وتكره السماء معانقة نجومها.....سأظل أنتظرك حتى تنشر الأغصان أوراقها في خريفها، وتنقطع تغاريد العصافير وحبال أوتارها...فستمرّ الأيام ويلي اليوم يومٌ آخر وسأظل أنتظرك.....دعيني أنظر إلى عينيك فأجد مخبأً أهرب فيه من صفعة القدر،ودعيني أسمعِك أعزوفة نسجها لك عاكف على سطر الأمل....أتكرهين انتظاري لك على محطّ الترحال؟...تعالي...اقتربي منّي...أخرجيني من خلف تلك القضبان وعانقيني...اتركي أصابعي تفترش على بساط وجهك لعلّني ألتمس من حرارة الدّفء... أما عدتِّ تذكرينني؟... أعرف أن ذلك يصعب عليك في عالم يلعب بالنرد و يصنع به الأقدار، وأعرف أنك ستبقين عالقة ماثلة في بحر الحيتان... فما أنت إلا جرح يفجر منه البركان...بركان يتذمّر من الغيظ و الحرمان...فلينشر الظلام المارد دجاه، و لتغوص الشمس وراء جبالها الصمّاء، فأخلو بنفسي، و أتمدد على فراشي لأحصي جراحي النازفة بين راحة يدي، و أشتمّها فتصل أعماق الأحشاء...ربما تكون هذه محاولة لدفن جرحي الصاخب...ولكن ها هو يعود إلي ملوّحاً بأصابع من وهج النار، ويضحك لي بسخرية ليوهمني بنصره الجبّار ...يدنو منّي...يهمس في أذني بحسيس النيران... أحاول الفرار...أصرخ... أبكي...أعرف أنه خلف تلك الستائر يطاردني...أغفو...تتسلل إلى النافذة أشعة الشمس ...أفرك عيني...أجد جرحي النازف يضمني من جديد...أكوّر جراحي في ورقة لأحرقها خلف تلك الشجرة، وأكتب برمادها على راحة يدي: واعلمي إذا ما غبت يوماًعن مساحات روحي ستصبح كل أزاهر الدنيا غبار...........
إلى كل من فقد نفساً عزيزة عليه بسبب قساوة القدر.
أولئك الذين شردوا بعد عاصفة من الحروب والإرهاب......
@ بقلمي @