المسيح الدجال ودين الإنسانية

يعيش الإنسان في فلسفات عدة، منها ما تدعو إلى السلم والدعة وكل طيب في القول والفعل، وفي ظاهرها هي أمور طيبة ولكنها قد تستخدم على غير مراد الله تعالى، فيدعى بها نحو الكف عن ملة الكفر وعدم جهاده، وكذلك الكف عن الشذوذ ومحاربة دين الله بدعاوى شتى كقولهم زوراً وبهتاناً (بحرية الفكر والاعتقاد). أو بقولهم: (أن علوم الدين ليست حكراً على أحد)؛ فيجعلون لأنفسهم الحق في إطلاق الأحكام والفتاوى الغريبة العجيبة الضالة المضلة!!

⭕وملخص مفهوم دين الإنسانية هو: بذلك فإن الإنسانية أصبحت بمثابة دين يعبد من دون الله، وهي تجعل الإنسان مقياس كل شئ و تنسى أو تغفل كل أوامر الرب تعالى..

ومختلف ما نعيشه اليوم يدل على هجمة ممنهجة ومدعومة ضد الإسلام الذي هو دين الله تعالى منذ الأزل، والذي أرسل الرسل تدعوا به، وتجاهد لأجله، وأهلك من أهلك من الأقوام لعداوتهم له..

ولكننا اليوم وفي جانب ما نعيش هذه الديانة أو المعتقد والذي وإن كانت في بعض جوانبها طيبة ولكنها تستخدم ضد الدين وضد مسلماته حتى، فيخرج لنا ومن أبناء جلدتنا من ينادي به جهلاً أو نفاقاً، ولكن لهذه الدعوات صدىً في المجتمع المسلم، ولذلك لم تكف أدوات الدجال في بثها ونشرها في المجتمع..

⭕ دين الإنسانية والإبراهيمية

يسعى دعاة ومروجو هذا الفكر إلى دمج الأديان السماوية الثلاثة كما يزعمون، وجعلها ضمن دين واحد، ولو عرجنا بالكلام إلى معتقدي اليهودية والنصرانية فإنه يستحيل عندهم ما يتم الترويج له على بطلان دينهم، ولكن المغزى وباختصار أنها دعوة موجه ضد الإسلام وأبنائه، وقد يجند يهود ونصارى فقط ليوهموا المسلمين مدى الاستجابة من طرف هؤلاء!!

⭕ الماسونية ومجموعة المفتونين

افتتن بشعارات إنسانية كثير من مفكري العرب والمسلمين فكانوا ضمن الماسونية، وقد روج لهم أنهم على الحق وما علم العامة أن معتقداتهم قد شابتها شوائب قادحة ومنهم أعداء لله أعداء للدين في صورة أهل الدين وأهل الحرية و المساواة ونحوها من الشعارات، وهم كثر جداً منهم: عبد القادر الجزائري، جمال الدين الأفغاني وتلميذه محمد عبده، سعد زغلول، عبدالقادر السياب.. أما اليوم فهم أكثر من أن نحصيهم أو نعدهم!!!

وما ورد في مختلف الفتن الحاصلة اليوم ومن ذي قبل حتى ما يلي:

عن حذيفة قال: (كنا عند رسول الله فذكر الدجال فقال: لفتنة من بعضكم أخوف عندي من فتنة الدجال ليس من فتنة صغيرة ولا كبيرة، إلا تضع لفتنة الدجال، فمن نجا من فتنة ما قبلها فقد نجا منها، والله لا يضر مسلماً، مكتوب بين عينيه: كافر). [مسند البزار: 2807]

وعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: ذُكِرَ الدَّجَّالُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ فَقَالَ: (لَأَنَا لَفِتْنَةُ بَعْضِكُمْ أَخْوَفُ عِنْدِي مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَلَنْ يَنْجُوَ أَحَدٌ مِمَّا قَبْلَهَا إِلَّا نَجَا مِنْهَا، وَمَا صُنِعَتْ فِتْنَةٌ مُنْذُ كَانَتِ الدُّنْيَا صَغِيرَةٌ وَلَا كَبِيرَةٌ، إِلَّا تَتَّضِعُ لِفِتْنَةِ الدَّجَّالِ). [مسند أحمد: 23304]

⭕ من أهداف دين الإنسانية

- تقبل عبادة غير الله، تقبل كل دين، وأن يكون أخو غيره، وربما يسن التزاوج معهم والمعيشة..، حتى يصل بنا المطاف إلى تقبل ألوهية الدجال – والعياذ بالله -.

- تقبل الزنا واللواط والسحاق تحت شعار الحرية الشخصية.

- تقبل كل الناس مهما كانت مشاربهم أو طرق حياتهم، حتى يصل بنا المطاف إلى اطلاق لفظ رسل السلام والحرية على الشواذ، والإباحيين، والملاحدة، والفسدة، كما يروج لهم اليوم..

- تقبل كل المعاملات المالية، وجعل الرأسمالية نظام يعبد ويقدم له الأضاحي حتى يرضى ويعطي مما عنده، وهذا ما سيأتي به الدجال من طعام، وشراب، وشهوات، وغيرها..

- تقبل الأغلبية أن تسن شرائع، وسيتم التأثير عليها حسب منهج الدجال، أو تصوير القلة الضالة على أنها هي الأغلبية، فقد يصوت على ألوهية الدجال – والعياذ بالله – فينصب له تماثيل في كل الأرض والشوارع والنوادي فيُعبد ويُسجد له ويقدم له الأضاحي. وسيصوت كذلك بقتل أو سجن كل من يعترض رأي الأغلبية!!

- حرية كل المأكولات والمشروبات وكل متعاطى..، حتى يروج لما يذهب به العقول، والأفهام، فيصبح الناس عبيداً لمن يعطيهم مما أدمنوا عليه..
 
⭕ بعض الكلام عن الدجال في ميزان دين الإنسانية

وسيروج للدجال الكثير منها: 
لا تحكموا عليه ولو كان اعورا، أو مكتوبا على جبينه كافرا، أو ادعى باطلا، 

لعله أقرب إلى الله، لعله يريد خيرا للعباد،.... 

فيقلب الحق باطلا، ويقلب الباطل حقا، ولا حول ولا قوة إلا بالله..